السينما السويدية

إلى جانب الأدب، شهدت الصناعة الفيلمية السويدية إقراراً عالمياً بأهميّتها منذ عهد الأفلام الصامتة، من خلال أعمال موريتس ستيلر وفيكتور يوستروم على وجهٍ خاصّ. بيد أن منتصف القرن العشرين هو الذي ثبّت اسم السويد عبر سينما برجمان، وعبر عدد من الممثّلات من أشهرهنّ جريتا جاربو وإنجريد برجمان وبيبي أندرسون. وبين الممثّلين الذكور برزت أسماء عديدة من أمثال ماكس فون سيدو وستيلان شارسجارد وبيتر ستورمار.

ولم تتورع السينما السويديّة عن تناول القضايا الصعبة، ويُعترف لها بأنها تقوم بذلك بالكثير من الأسلوبيّة والصدق. وغالباً ما يحتفي النقاد بالأفلام السويديّة التي حازت على نحو 180 جائزة في المهرجانات السينمائيّة حول العالم في العام 2010 وحده. يظل إنغمار بيرجمان (Ingmar Bergman) الذي توفيّ في العام 2007 صانع الأفلام السويدي الأكثر شهرة على مرّ الزمن. إذ فاز برجمان بثلاث جوائز أوسكار خلال حياته المهنيّة إضافة الى عدد من الجوائز من مهرجان كان والمهرجات السينمائيّة الأخرى.وبفضل أثره العميق هو نفسه في هذا الفنّ، يظلّ أكثر هذه الأسماء رسوخاً وإشعاعاً.
لذلك بقي ا لسويديون بارزين إلى حد ما في مجال الأفلام ومن ممثلين هوليوود البارزين، يمكن ذكر العديد من نجوم هوليود الناجحين : ، غريتا غاربو، ماكس فون سايدو، دولف وندغرين، لينا أولين، يزابيلا سكوروبكو، برنيلا أغسطس، – آن مارغريت، أنيتا إكبيرج، الكسندر سكارسجارد، هارييت اندرسون، بيبي اندرسون، انغريد ثولين، مالين اكيرمان وغونار بجورنستراند. من بين المخرجين الذين قدموا العديد من الأفلام الناجحة دوليا يمكن ذكر : انجمار بيرجمان، لوكاس مودييسون، ولاس هالستروم
.

– إنجمار برجمان (1918-2007): فرض برجمان اسمه مرجعاً عالميّاً في الفنّ السابع بفضل إنتاج سينمائي يشمل ما يقرب من خمسين فيلماً أخرجها بين 1945 و2003، فضلاً عن مسيرته الواسعة مخرجاً مسرحيّاً. تتميّز أفلامه بطابعها الفلسفي وشحنتها الوجودية العالية، إذ سخّر لفنّه سيرته الذاتية وآثار نشأته في كنف عائلة لوثريّة كانت على ما يقول تغذّي في أفرادها حسّ الارتياب والإحساس بالإثم، فصوّر على امتداد أفلامه شخصيّات يتأكّلها عذاب الروح والجسد وتتناهبها مشاعر المرارة والقلق والبحث عن خلاص. من أشهر أفلامه “الخاتم السّابع” و”صراخ وهمسات” و”الفراولة البرية” و”عبر المرآةو”مونيكا” و”مشاهد من الحياة الزوجية” و”فاني وألكساندر” و”سَرَبندة”. ويلاحظ متتبّع أفلامه أنّ القتامة التي تطبع أغلبها تكتسي في مرحلته الأخيرة نوعاً من الفرح والحنين والسّلم كما في “فاني وألكساندرو”سرَبَندة”. كما أنّ جميع أفلامه، حتّى القاتمة منها، تعرب عن عناية شديدة بالمناظر الطبيعية السويدية، التي كان يقاربها بحساسية جمالية عالية ويوظّفها ببراعة في النموّ السرديّ للحبكة.

 

  Abed Al-haj – سويد داكس

أضف تعليق